قاطع النواب الشيعة اليوم الأربعاء، جلسة مجلس الأمة الكويتي غداة إصدار أحكام بحق 26 شيعيا متهمين بالتخابر مع إيران و«حزب الله» اللبناني، شملت إعدام اثنين منهما أحدهما إيراني، والسجن المؤبد لثالث، في القضية التي عرفت بـ«خلية العبدلي».
وأبلغ النواب التسعة، من أصل 50 نائبا، بشكل رسمي مجلس الأمة امتناعهم عن حضور الجلسة العادية المقررة الأربعاء، من دون أن يقدموا سببا لذلك.
لكن تصريحات بعضهم، أوحت بأن الامتناع يعود إلى حالة من السخط في أوساط شيعة الكويت من اتهامهم بـ«العمالة» لإيران.
وقال النائب «صالح أحمد عاشور» في تصريحات نقلها حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «السخط الشعبي وخاصة من الكويتيين الشيعة بلغ ذروته في الأيام الأخيرة».
وأضاف: «ففي حين تتهم أبناء طائفة بأكملها من شخصيات ووجهاء وقياديين وحتى المواطن البسيط، بالعمالة لإيران والانتماء لحزب الله والتخوين وذلك بالعلن وفي ندوات عامة ولقاءات تلفزيونية يقابله تساهل لم نشهده من قبل (…) عمن يشهر السلاح ويقاتل مع الفصائل الإرهابية في سوريا والعراق من دون أن يتخذ أي إجراء ضدهم».
ورأى أن «كل هذا التمييز وغيره كثير تراه فئة رئيسية من فئات المجتمع الكويتي (…) فكيف لا يحق لها أن تسخط!!».
وكانت محكمة الجنايات بدولة الكويت، قد قضت أمس الثلاثاء، بإعدام متهمين أحدهما إيراني هارب في قضية «خلية العبدلي» بتهمة التخابر مع إيران و«حزب الله» اللبناني وحيازة متفجرات، كما قضت بالمؤبد ضد المتهم السادس، والحبس 15 سنة لـ15 متهما في الخلية.
وبدأت محكمة الجنايات الكويتية في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، محاكمة المتهمين في القضية، وأسندت النيابة العامة الكويتية، مجموعة تهم إلى المتهمين بالقضية، أبرزها السعي والتخابر مع إيران و«حزب الله» اللبناني، بالإضافة إلى حيازة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وأعلنت الداخلية الكويتية في 13 أغسطس/آب الماضي أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط 3 من أعضاء خلية إرهابية، وترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر، والمواد المتفجرة، وذلك في بيان أصدرته، قبل أن تضبط عددا آخر من أفراد الخلية.
وتأتي الأحكام في وقت تشهد العلاقات الخليجية الإيرانية توترا على خلفية الأزمة الدبلوماسية الحادة التي اندلعت بين الرياض وطهران إثر إعدام السعودية الشيخ الشيعي «نمر النمر.
وقامت السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران إثر هجوم شنه محتجون على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد واتخذت دول خليجية عدة إجراءات دبلوماسية متفاوتة بحق إيران، فقامت البحرين بقطع العلاقات بينما استدعت قطر والكويت والإمارات سفرائها من طهران.
ويشكل الشيعة نحو ثلث الكويتيين البالغ عددهم قرابة 1,3 مليون شخص.