«محمد بن سلمان»: لم نتورط في اليمن ولن نسمح بمواجهة عسكرية مباشرة مع إيران

الخميس 7 يناير 2016 07:01 ص

الأمير «محمد بن سلمان»، نائب ولي العهد السعودي وزير الدفاع في البلاد، تحدث لصحيفة «إيكونوميست» البريطانية في 4 يناير/كانون ثاني الجاري. ووفقا للصحيفة، فإن الأمير السعودي قد منحها مقابلة مسجلة استمرت لمدة 5 ساعات. وقد نشرت الصحيفة نصا مختصرا للمحادثة التي أجرتها مع نائب ولي العهد السعودي والحوارات التي أجريت حولها يقدمه الخليج الجديد في هذه المقالات.

دعنا نركز أولا على الإعدامات الأخيرة، لماذا تتم الآن، بعد مرور سنوات عديدة على الهجمات الإرهابية في المملكة العربية السعودية؟ ولماذا تشمل رجل دين شيعي بارز؟

أولا وقبل كل شيء، فإن هذه أحكام قضائية تتعلق بتهم مرتبطة بالإرهاب، وقد مرت عبر ثلاث مراحل من الإجراءات القضائية. وقد منح جميع المتهمين حق الدفاع عن أنفسهم بالاستعانة بمحامين طوال مراحل التقاضي. كانت أبواب المحاكم مفتوحة أيضا أمام الإعلاميين والصحفيين، وقد أتيحت جميع الإجراءات والنصوص القضائية للجميع. كما أن المحكمة لم تقم بالتمييز على الإطلاق إذا ما كان الشخص شيعيا أم سنيا. في النهاية فإنهم كانوا ينظرون في جريمة وإجراءات ومحاكمة.

ولكن هذه الإجراءات قد أثارت ردود فعل عنيفة في إيران. وقد تمت مهاجمة السفارة الخاصة بكم ثم قمتم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وتبعتكم في ذلك دول أخرى، ماذا ستكون نتيجة هذا التصعيد في التوترات الإقليمية؟

نحن نشعر بالغرابة من وجود تظاهرات مضادة للمملكة العربية السعودية في إيران. ما هي علاقة إيران بقضية تتعلق بمواطن سعودي ارتكب جريمة في المملكة العربية السعودية، وقرار اتخذته محكمة سعودية. إذا كان لذلك أن يثبت أي شيء فإنه يثبت أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة.

ألم ترى أنكم قد بالغتم في التصعيد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران؟

على العكس من ذلك، لقد كنا نخشى من تصاعد الأمور بشكل أكبر. تخيل لو أن دبلوماسي سعودي، أو أحد أفراد أسرهم أو أطفالهم قد تعرض للهجوم في إيران. بالتأكيد كان موقف إيران ليكون أسوأ بكثير. لذا فإننا قد منعنا إيران من أن تكون مضطرة لمواجهة هذا الحرج. كانت النيران تشتعل في السفارة السعودية، بينما اكتفت الحكومة الإيرانية بالمشاهدة. ما الذي كان سيحدث لو تعرض أفراد البعثة الدبلوماسية أو أسرهم للهجوم؟ وقتها كنا سنشهد صراعا حقيقيا وتصعيدا حقيقيا.

هل تلمح إلى احتمال نشوب صراع مباشر بين السعودية وإيران؟

لا أعتقد أن هذا الإجراء يمكن أن يتسبب في المزيد من التوتر بين السعودية وإيران. التصعيد الإيراني قد وصل بالفعل إلى مستويات عالية جدا ونحن نحاول بأقصى ما في وسعنا لعدم الدفع في هذا الاتجاه. نحن نتعامل فقط مع الإجراءات والخطوات التي تم اتخاذها ضدنا.

هل هناك إمكانية لنشوب حرب مباشرة بين البلدين؟

هذا أمر لا نتوقعه على الإطلاق وكل من يدفع في هذا الاتجاه هو شخص ليس في كامل قواه العقلية. لأن الحرب بين المملكة العربية السعودية وإيران هي بداية لكارثة كبرى في المنطقة، وسوف تنعكس بقوة على بقية العالم. بالتأكيد فإننا لن نسمح بحدوث شيء من هذا القبيل.

هل تعتبر إيران العدو الأكبر الخاص بك؟

آمل ألا يكون الأمر كذلك.

أحد المناطق التي يمكن أن ننظر من خلالها إلى الصراع بالوكالة بينكم وبين إيران هي اليمن .. كنت مهندس الحرب في اليمن. متى ستنتهي هذه الحرب؟

أولا وقبل كل شيء لست مهندس العملية في اليمن. نحن بلد مؤسسات. قرار المضي قدما في العملية في اليمن، هو قرار مشترك تم بالتشاور بين وزارة الشؤون الخارجية وزارة الدفاع، والمخابرات، ومجلس الوزراء، ومجلس الشؤون الأمنية والسياسية، قبل أن ترفع التوصيات إلى الملك الذي يبقى صاحب القرار النهائي. وظيفتي كوزير للدفاع هي تنفيذ أي قرار يتخذه الملك. أنا أقوم بتسجيل أي تهديدات أراها وأقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه التهديدات.

هذا القرار تم اتخاذه بعد فترة قصيرة من توليك لوزارة الدفاع، على كل، متى تتوقع أن تنتهي هذه الحرب؟

فيما يتعلق بحقيقة أن القرار اتخذ بعد أن أصبحت وزيرا للدفاع، الحوثيون قد استولوا على السلطة في العاصمة صنعاء، قبل أن أتولى المنصب. هذا لا يعني أي شيء وهو أمر غير مرتبط بكوني وزيرا للدفاع. الأمر يتعلق بما فعله الحوثيون. لدي صواريخ أرض أرض بمدى يبلغ 550 كم وهي تبعد 30 - 50 كم عن حدود بلادي. هذه الصواريخ يتم التحكم فيها من قبل ميليشيا تجري التدريبات على حدودنا. هذه الميليشيا تسيطر على طائرات حربية لأول مرة في التاريخ، وقد قامت باستخدامها ضد شعبها في عدن. هل هناك أي بلد في العالم سوف يقبل بميليشيا بهذا النوع من التسليح على حدوده؟ خاصة وأنها تتعامل بتجاهل تام لقرارات مجلس الأمن الدولي، وتشكل تهديدا مباشرا لمصالحنا الوطنية. وكان لدينا تجربة سابقة سيئة معهم في عام 2009. وفي النهاية فإن العمليات التي نفذت، قد دعمت وأيدت من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من دون أي معارضة.

عندما بدأت العمليات كان من المتوقع أن تكون أكثر سرعة، الآن مرت عشرة أشهر .. هل تشعر أنكم تورطتم في مستنقع عسكري؟

لا، فقد كانت هناك أهداف مختلفة. كانت العملية عاصفة الحزم تهدف إلى تعطيل القدرات الرئيسية لهذه الميليشيات بما يشمل القدرات الهوائية وقدرات الدفاع الجوي و90% من ترسانة الصواريخ الخاصة بهم. ثم بدأنا عملية الحل السياسي في اليمن، وهي مرحلة مختلفة تماما. جميع جهودنا الآن تهدف لدفع الحل السياسي. ولكن هذا لا يعني أن نسمح للميليشيات بالتوسع على الأرض لأنها يجب أن تدرك أنها في كل يوم لا تقترب فيه من الحل السياسي فإنها تخسر على أرض الواقع.

كم من الوقت يمكن أن ستغرق الأمر؟

فيما يتعلق بالحرب، فإنه لا أحد بإمكانه التنبؤ، من أعظم الجنرالات إلى أصغرهم. لا أحد مثلا يمكنه التنبؤ متى يمكن هزيمة «داعش». ولكن ما أستطيع أن أقوله أن قبل عشرة أشهر فإن نصف عدن لم تكن تحت سيطرة الحكومة، والآن فإن أكثر من 80% من الأراضي اليمنية واقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية. وأريد أن أؤكد على أن العالم اليوم قد كشف الألاعيب التي كان يتم ممارستها من قبل الحوثيين خاصة تلك المتعلقة بالمساعدات الإنسانية.

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان إيران السعودية اليمن إعدام نمر النمر الحوثيين عاصفة الحزم الملك سلمان نمر النمر

«بن سلمان»: كارثة كبرى ستحل بالمنطقة حال اندلاع حرب مع إيران ولن نسمح بذلك

«الغارديان»: السعودية وإيران تحتاجان إلى بعضهما البعض

«ستراتفور»: كيف يخطط السعوديون لمواجهة إيران؟

الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران تهدد السياسة الأمريكية في المنطقة

«واشنطن بوست»: سعي إيران للهيمنة جعل السعودية أكثر جرأة وتهورا

«واشنطن بوست»: القلق يدفع السعودية نحو ارتكاب أخطاء مكلفة

السعودية تقود المواجهة لكن الصراع عربي فارسي!

«الداخلية السعودية»: هجمات أتباع «النمر» «إرهابية» مثل «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»

«بن سلمان»: المرأة السعودية لا تزال تحجم عن العمل والإصلاح الاجتماعي يستغرق وقتا

«النهضة» التونسية تدعو الرياض وطهران لتسوية خلافاتهما سلميا

«ترامب»: سمحنا لإيران بصنع قنبلة نووية.. وعلى السعودية «الدفع» إذا أرادت أن نحميها

«محمد بن زايد» يستقبل «بن سلمان» في أبوظبي ويبحثان العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

الملك السعودي المقبل

السعودية في عين العاصفة

الصراع بين الرياض وطهران: «عربي - إيراني» لا طائفي