أثار قيام شركة سعودية بنشر إعلان عن إمكانية استقدام العاملات المغربيات والتعرف على ملامحهن والاتصال بهن وهن في بلدهن، الكثير من تعليقات الاستهجان والاستنكار على شبكات التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف المحلية المغربية.

الإعلان الذي نشرته صحيفة «الوئام» السعودية الأحد الماضي، يحمل علم المغرب، وبجواره عبارة «استقدام العمالة المغربية»، قبل أن يدخل إلى التفاصيل بالإشارة إلى إمكانية معرفة شكل العاملة، وهو ما زاد من حدة الغضب.

ويدّعي الإعلان إمكانية استقطاب عمالة منزلية في الحياكة والتمريض والتجميل والطبخ، ويتحدث عن أن الإجراءات يمكن إتمامها في خمسة أسابيع، وأنه لكل مهنة يوجد سعرها الذي يناسب.

ووصفت صحف ومواقع مغربية الإعلان بالمسيء إلى سمعة المرأة المغربية، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

فيما قالت صحيفة «أخبارنا» الإليكترونية المغربية، إن الإعلان أقل ما يقال عنه إنه مهين وحاط بكرامة المغربيات والمغاربة كافة، ذلك الذي يتم تدواله هذه الأيام في القنوات الخاصة والمواقع الالكترونية السعودية، والمتعلق بشركة مختصة باسقدام العمالة المنزلية من المغرب.

وأضافت الصحيفة، أن مستقدم العاملة يستطيع أن يرى شكلها وصورتها قبل أن يوقع العقد، وليس هذا فقط بل بإمكانه أيضا محادثتها هاتفيا والتعرف عليها بشكل أكثر، وكأن الأمر يتعلق بشركة تقدم خدمات جنسية ولكن تحت لافتة أخرى فقط.

في المقابل أعربت سيدات سعوديات، عن قلقهن من جمال المغربيات، مشيرات إلى أن خطوة السماح باستقدام المغربيات في عمومها تشكل خطرا على الأسر السعودية، معتبرين أن مثل هذا الإعلان يقود إلى الانحراف الأخلاقي، ويرجع بالمملكة إلى عصور تجارة الرقيق.

وفي سياق الإشارة إلى أن الإعلان يحمل في طياته تلميح إلى عودة المملكة إلى عصور الرقيق، قال موقع «شؤون خليجية»، إنه علم من مصادر حقوقية، أن المملكة العربية السعودية وافقت على زيارة المقررة الخاصة المعنية بأشكال الرق المعاصر التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة «غولنارا شاهينيان»، على أن تستغرق الزيارة 10 أيام، من ١٩ إلى ٢٩ أكتوبر/تشرين الأول المقبل، كما وافقت أيضا على زيارة المقرر الخاص المعني بالدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان «ميشيل فورست»، إلا أن الموعد لم يتحدد بعد.

وتتمثل أشكال الرق المعاصر في العمل الإجباري، والزواج الإجباري، شبكات التسول، استرقاق الأطفال، العنف ضد النساء والفتيات والمراهقات، الاسترقاق الجنسي، بيع الزوجات، الرق التقليدي، استعباد المدين، والعمل الزراعي القسري، وغيره)، وذلك سواء في جانب التشريعات والقوانين أو في التطبيقات.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها للمقررة الأممية المعنية بهذا الشق بزيارة المملكة، والتي تمارس عملها الرقابي والتطويري المتمثل في علاج الأسباب الجذرية للرق، مثل الفقر والاستبعاد الاجتماعي وجميع أشكال التمييز، من خلال رفع تقارير عن الحالة الحقوقية بالمملكة للمعنيين بالمملكة، ولمجلس حقوق الإنسان، ولجهات رقابية أخرى.

وربط البعض بين الإعلان والطريقة التي سلم بها رئيس الحكومة المغربية، «عبد الإله بنكيران»، على العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز»، عقب نزول طائرة الأخير بالمغرب، أوائل الشهر الجاري، لقضاء ما تبقى من عطلته الصيفية، وهي الخطوة التي أثارت جدلا واسعا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في البلاد، آنذاك، وذلك بعدما انحنى «بنكيران» لتقبيل كتفي العاهل السعودي.