«السيسي» و«عبد الله» و«بن زايد» في موسكو هذا الأسبوع لبحث قضايا الشرق الأوسط

الاثنين 24 أغسطس 2015 03:08 ص

تجري القيادة الروسية جولة جديدة من المشاورات رفيعة المستوى مع أطراف شرق أوسطية؛ إذ تستقبل موسكو، هذا الأسبوع، رئيسا مصر والأردن وولي عهد أبو ظبي.

ويلتقي الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، غدا الثلاثاء، العاهل الأردني، الملك «عبد الله الثاني»، وولي عهد أبو ظبي، الشيخ «محمد بن زايد»، ومن المتوقع أن يركز اللقاءان على التطورات في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إن الملك «عبد الله» توجه إلى روسيا، اليوم الإثنين، لبدء زيارة رسمية يبحث خلالها مع الرئيس «بوتين» «علاقات التعاون بين البلدين، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والطاقة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف».

ولم تكشف الوكالة عن مدة الزيارة، لكنها قالت إن العاهل الأردني سيحضر خلال الزيارة فعاليات «معرض ماكس الدولي للطيران والفضاء 2015»، الذي تحتضنه موسكو، خلال الفترة بين يومي 25 و30 أغسطس/آب الجاري.

وبالتزامن مع زيارة العاهل الأردني لروسيا، توجه ولي عهد أبوظبي، الشيخ «محمد بن زايد» إلى موسكو، اليوم، لبدء زيارة عمل، حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وقالت الوكالة الإماراتية إن زيارة ولي عهد أبوظبي إلى روسيا تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الروسي لحضور افتتاح فعاليات معرض «ماكس الدولي للطيران والفضاء 2015».

وأوضحت أن زيارة «بن زايد» لروسيا ستستغرق يومين، وسيبحث خلالها مع الرئيس الروسي «علاقات التعاون والصداقة بين البلدين وعددا من القضايا والتطورات الإقليمية»، دون أن تضيف تفاصيل أخرى.

في السياق ذاته، قال موقع «روسيا اليوم»، الإخباري الحكومي، إن المحادثات بين «بوتين» والملك «عبد الله» ستتناول مسائل تعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى تبادل الآراء بشأن أهم القضايا المدرجة على الأجندة الإقليمية والدولية، بما في ذلك التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتسوية الأزمة السورية، وعملية السلام في الشرق الأوسط.

وبشأن اللقاء الثنائي بين الرئيس الروسي وولي عهد أبو ظبي، أوضح الموقع أنه من المتوقع أن يشهد استعراضا للمسائل الملحة فيما بخص التعاون الثنائي بين روسيا والإمارات، وبالدرجة الأولى التعاون في مجالي الاستثمارات والطاقة، إضافة إلى تبادل الآراء حول سبل ضمان الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتأتي زيارة العاهل الأردني وولي عهد أبو ظبي قبل يوم من اللقاء المرتقب بين «بوتين» ونظيره المصري، «عبد الفتاح السيسي»، الأربعاء المقبل.

وبشأن جدول أعمال هذه الزيارة، نقلت صحيفة «الوطن» المصرية الخاصة عن سفير مصر الأسبق لدى روسيا، «عزت سعد» قوله إن الزيارة «ستتناول ملفات اقتصادية، إضافة ملفات منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمة السورية، في ظل التوافق بين البلدين حول ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية».

وأضاف أن «ملف مكافحة الإرهاب سيفرض نفسه على القمة، إلى جانب التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، وتداعيات الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، بصفة عامة والخليج بصفة خاصة».

ومن المتوقع أن يزور العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» روسيا في الخريف المقبل، لمواصلة مشاوراته مع الرئيس «بوتين» التي جرت عبر الهاتف، واللقاء الذي جمع الأخير بولي ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان» في يونيو/حزيران الماضي، حسب موقع «روسيا اليوم».

مبادرة «بوتين» حول تحالف مواجهة «الدولة الإسلامية»

ويتزامن هذا الحراك مع مواصلة القيادة الروسية مشاوراتها على المستويين العالمي والإقليمي حول مبادرة «بوتين» لتشكيل ما أسماه بـ«تحالف واسع لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية».

وقال «ميخائيل بوغدانوف»، نائب وزير الخارجية الروسي، في مقابلة صحفية، الأربعاء الماضي، إن هذه المبادرة «تحظى بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط على حد سواء».

وتقترح المبادرة تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، تشمل: «النظام والمعارضة في سوريا، وتركيا والأردن والسعودية واللاعبين الإقليميين الآخرين.

وفي تصريحات صحفية، أوضح وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف» أن الحديث لا يدور عن تشكيل قوة موحدة أو قيادة عمليات مشتركة، بل عن تنسيق الجهود بين القوى التي تواجه «الدولة الإسلامية» على الأرض، وعن تقديم الجهات الإقليمية دعما لهذه القوى.

ومن أجل تقريب وجهات النظر حول هذه المبادرة، عقد «لافروف» لقاءات مكثفة هذا الشهر مع عدد من المسؤولين المعنيين بها؛ إذ شارك يوم 3 أغسطس/آب في لقاء ثلاثي في الدوحة جمعه مع نظيريه الأمريكي «جون كيري» والسعودي «عادل الجبير»، ومن ثم عقد لقاءين مع كل منهما على حدة (في كوالالمبور يوم 5 أغسطس/آب وفي موسكو 11 أغسطس/آب).

وقال وزير الخارجية الروسي تعليقا على لقاءاته، إن موسكو وواشنطن والرياض اتفقت على توحيد الجهود في مكافحة «الدولة الإسلامية»، لكنها لم تتوصل بعد إلى مقاربة مشتركة في هذا المجال.

ويعتقد مراقبون أن مبادرة بوتين هذه تهدف إلى إنقاد نظام «الأسد» من السقوط  عبر إشراكه في دور مزعوم لمكافحة ما يسمى بـ«الإهراب».

لكن المعارضة السورية رفضت هذا الدور، مؤكدة أن نظام «الأسد» يدعم الأرهاب، ولا يمكن التعاون معه بأي حال من الأحوال.

استعدادات لعقد «جنيف 3»

وبعيدا عن المبادرة الروسية هذه، تسعى روسيا إلى عقد النسخة الثالثة من مفاوضات جنيف حول الأزمة السورية.

وكانت الجولتان السابقتان من مفاوضات جنيف فشلتا في التوصل إلى أي حل للأزمة في ظل الخلاف حول مصير «الأسد».

وفي تصريحات صحفية مؤخرا، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، «ميخائيل بوغدانوف» أن الاستعدادات لمؤتمر «جنيف 3» بدأت، بعد أن توصل الوزيران «لافروف» و«الجبير» إلى اتفاق بشأن التنسيق من أجل المساهمة في توحيد صف المعارضة السورية.

وفي سياق هذه الجهود، تستقبل موسكو منذ منتصف الشهر الجاري وفودا لمختلف أطياف المعارضة السورية، كان أبرزها وفدا «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، برئاسة «خالد خوجة»، ولجنة المتابعة بمؤتمر القاهرة، برئاسة «هيثم مناع».

الاتفاق النووي الإيراني

كما من المتوقع أن يكون الاتفاق النووي الإيراني حاضرا بقوة خلال محادثات بوتين الشرق أوسطية يومي الثلاثاء والأربعاء، حسب موقع «روسيا اليوم».

ووفق الموقع، فإن روسيا أعلنت أنها تعمل على توضيح مضمون الاتفاق النووي الشامل مع إيران لجميع شركائها في الشرق الأوسط، وإزالة قلقهم من الصفقة التي توصلت إليها طهران والسداسية في فيينا يوم 14 يوليو/تموز الماضي.

وكان «لافروف» أعرب عن أمله عقب محادثاته مع نظيره السعودي في أن تُتّخذ في هذه الظروف الجديدة التي تشكلت بعد عقد الاتفاق، جهود إضافية لإقامة حوار بناء بين دول الخليج كافة، بما فيها إيران.

وأضاف: «نأمل أن يتم إيلاء الاهتمام بأحكام الرؤية الروسية لسبل ضمان الأمن في الخليج في سياق الحركة نحو إطلاق مثل هذا الحوار».

ومن اللافت أن موسكو استقبلت وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف» يوم 17 أغسطس/آب؛ أي بعد مرور أسبوع على زيارة «الجبير»، إذ أعلنت موسكو في أعقاب المحادثات بين «لافروف» و«ظريف» عن اتفاق على تنسيق جهودهما بقدر أكبر، في إطار «مساهمة البلدين في تسوية النزاعات في سوريا والعراق واليمن، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم الدولة الإسلامية».

  كلمات مفتاحية

روسيا مصر الأردن الإمارات بوتين لافروف السيسي محمد بن زايد عبدالله الثاني الأزمة السورية جنيف 3 الاتفاق النووي الإيراني

«لافروف»: روسيا لن تقبل برحيل «الأسد» كشرط مسبق لتسوية أزمة سوريا

توقعات بنجاح الدبلوماسية السعودية في حلحلة موقف روسيا بشأن بقاء «الأسد»

مصير الأسد بين السعودية وروسيا

للمرة الأولي.. أمير قطر يزور روسيا الشهر المقبل

«أردوغان»: «بوتين» يتجه إلى التخلي عن حليفه «الأسد»

«بوتين» يستقبل ملك الأردن وولي عهد أبوظبي للمشاركة في معرض عسكري

«بن زايد» يلتقي «السيسي» في موسكو ويؤكد دعمه لمصر سياسيا واقتصاديا

العاهل الأردني يدعو «بوتين» للمساعدة في إيجاد حل للأزمة السورية

«محمد بن زايد» يلتقى «بوتين» في موسكو لبحث دعم العلاقات بين البلدين

«السيسي» يجري مباحثات اليوم مع ملك الأردن في موسكو

ملك الأردن يظهر ميلا أكبر نحو «حل سياسي» في سوريا